للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- "نصرة" مؤسسات الإدارة والأمن، والجيش لـ"الإنسان المسلم" في مواجهة "أشخاص" الحاكمين المتسلطين، و"أشياء" المترفين:

وحتى تتجسد أفكار "النصرة" في واقع اجتماعي يعيشه الناس لا بد للتربية الإسلامية أن تركز عملها لتخريج عناصر تعمل في مؤسسات الإدارة، والأمن والجيش للحفاظ على إنسانية الإنسان وصيانة حرماته، وتمكين "الإنسان المسلم" من تحقيق ذاته في الداخل، وحمل رسالة الإسلام إلى الخارج. ويؤكد القرآن الكريم بصراحة، وقوة على عدم النيل من إنسانية الإنسان أو التجسس عليه أو اضطهاده، أو نفيه أو غيبته أو امتهان كرامته، وتهديد من يرتكب مثل هذه الجرائم بأشد أنواع العذاب في الدنيا والآخرة. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يؤكد ذلك بنفس الحجم والكم تقريبًا. فهو يجعل التجسس على الناس سببا في إفسادهم:

"إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم" ١.

وعن معاوية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له:

"إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم" ٢.

ويتكرر التحذير من الاعتداء على الإنسان بالضرب والإهانة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم:

- "إن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا" ٣.

ويقول كذلك: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ... " ٤.


١ سنن أبي داود، جـ٤، باب الأدب، ص٢٧٢.
٢ الطبراني، المعجم الكبير، جـ١٩، ص٣٧٩ رقم ٨٩٠.
٣ صحيح مسلم، كتاب البر. مسند أحمد، جـ٣، ص٤٠٣.
٤ صحيح مسلم "شرح النووي"، جـ١٧، كتاب الجنة، ص١٩٠.

<<  <   >  >>