للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكثير من الناس يحتاجون إلى تقدير عال لأنفسهم يتمثل في الثقفة بالنفس، والهيبة والقوة والهيمنة وشعور الفرد بأنه مفيد، وله بعض التأثير في بيئته. وإذا لم يستطع -هذا النوع من الأفراد- إشباع حاجته للتقدير من خلال السلوك البناء، فإنه قد يلجأ إلى السلوك التدميري، والنشاطات المشوشة غير الناضجة. فالطفل -مثلا- قد ينفجر في نوبة غضب ليلفت انتباه من حوله. والموظف قد يدخل في جدل مع زملائه أو رئيسه، ويصبح مشاكسا في دائرته، والمعارضة قد تدخل في شغب مع الحكومة، وانتقاد حاد أو هدام لأعمالها والتظاهر ضدها، وإثارة أعمال الشغب في وجهها.

ويتعلق بـ -حاجة التقدير- دافعان: المكانة Prestige والقوة Power. أما المكانة فقد تولد مع الفرد إذا ولد في عائلة أو بيئة لها مكانتها. والناس يبحثون عن المكانة بطرق عديدة، ويكتفي الكثير بالبحث عن مظاهرها المادية بينما يجاهد آخرون لنيلها بالإنجاز الشخصي وتحقيق الذات. وكثير من الأشخاص يعملون بجد للحصول على مكانة معينة، فإذا حصلوا عليها ضعفت أو انطفت هذه الحاجة وصارت مهمتهم المحافظة عليها لا التقدم. ولذلك تكون دافعية المكانة قوية في الشباب الذين يميلون لتحسين مكانتهم بينما يقنع الكبار بما وصلوا إليه، وتكون النتيجة أنهم لا يعملون كثيرا لتحسين مراكزهم.

أما عن القوة فهي نوعان: قوة المركز، وقوة الشخصية. وهناك أناس لا قوة لهم على الإطلاق.

هـ- الشكل الخامس: الحاجة لتحقيق الذات

عندما تبدأ الحاجة إلى التقدير بالإشباع بشكل مقبول، فإن الفرد يبدأ في التطلع إلى ما يثبت هذا التقدير ويخلده. ولذلك تصبح -الحاجة لتحقيق الذات- أقوى دوافع السلوك، وتتمركز في أعلى قمة السلم كما هو واضح في الشكل التالي:

<<  <   >  >>