للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من حرصهم على "أفكار" الجماعة ونمائها وبلورتها، وانتشارها وتجددها بما يلبي الحاجات ويواجه التحديات.

ولقد انسحبت هذه الصفة على التربية هؤلاء "الأعضاء" فصاروا ينشأون على الانتماء لـ"أشخاص" الجماعة أكثر من الولاء لـ"أفكارها". وصاروا يضفون على أشخاص القيادة "عصمة" غير منطوقة ولا مكتوبة، ولا يسمحون بـ"النقد الذاتي"، ويعتبرونه تجريحا وشتما وتخريبا للصف وتفريقا للجماعة.

كذلك انسحبت هذه الصفة على تركيب الجماعة نفسها، فصارت -في الغالب- تتكون من صنفين من الناس: صنف يدور في فلك "الأشخاص"، وصنف يدور في فلك "الأشياء". أما الأعضاء الذين يدورون في فلك "الأفكار" فهؤلاء يمرون على الجماعة مرورا ولا يستقرون؛ لأنهم حين يبدأون طروحاتهم وتساؤلاتهم الفكرية، ويرفضون "التقاليد" القبلية في القيادة والتبعية والتطبيق يقابلون بالرفض الاجتماعي، والإرهاب الفكري ويتهمون بالخروج على "القيادة"، وتخريب الصف ويدعون دعا إلى خارج صفوف الجماعة.

٣- ونتيجة للصفتين الاثنتين المذكورتين في البند رقم "١" والبند رقم "٢" تم إهمال "التعليم" الفكري، وجرى التركيز على "الانتماء" الحزبي. ونتيجة لذلك وقعت هذه الجماعات في رباط العصبية، وصارت قبيلة من لا قبيلة له، ووقعت في الفهم الخاطئ لمفهوم الشريعة، فصارت -تعني لديها- تطبيق "الحدود" مع الغفلة عن "القيم" غير الإسلامية.

ولذلك يمكن القول إن المفهوم الذي تطرحه الجماعات الإسلامية الحاضرة للأمة المسلمة -لو قدر له التطبيق- فسوف يفرز أمة إسلامية تكون في حالة المرض؛ لأنها ستكون في مرحلة -الدروان في فلك "أشخاص" الجماعة، أو الحزب دون "الأفكار".

وأما عن الفريق الثاني -فريق المشيخات الرسمية، والحكومات

<<  <   >  >>