للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويشير القرآن إلى أن تجزئه التفكير والفهم -خاصة في الدين- يؤدي إلى الشرك؛ لأن التفكير والفهم الجزئيين يتركان فراغا تملأوه الأوهام، والأفكار الخاطئة:

- {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١-٣٢] .

- {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: ١٣] .

وهكذا سواء أكان موضوع الفهم والتفكير هو الدين أم غير الدين، فإن التفكير الجزئي يؤدي إلى تعدد وجهات النظر وتباعدها، وتنافرها وينتهي في النهاية إلى تفتيت الجهود، والفشل في الوصول إلى الحقيقة، أو الثمرات المنشودة.

٣- تدريب المتعلم على التفكير التجديدي بدل التفكير التقليدي:

والتجديد الذي عناه القرآن هو التفكير الذي يتحرر من عوامل الألفة، والآبائية والتقليد، وينظر في الأفكار الجديدة نظرة وفي الواقع نظرة أخرى، ثم يقارن الفكر بالواقع ويتحرى الملائمة والصواب. ولذلك ربط القرآن النظر في آيات الكتاب -حيث الأفكار الجديدة- بالنظر في آيات الآفاق والأنفس -حيث الواقع والأحداث الجارية- ووجه التفكير الإنساني لاكتشاف نتائج هذا الربط التي تصدق آيات الكتاب.

أما التفكير التقليدي فهو عدم استعمال القدرات العقلية، واللجوء إلى المحاكاة أو الآبائية والاكتفاء بالمألوف القائم. ولا فرق أن يدور التقليد حول نماذج قديمة جدًّا وأخرى جديدة جدًّا. فكلا النوعين تعطيل للقوى العقلية، وإن اختلفت ميادينهما وأدواتهما. {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: ٢٣] .

<<  <   >  >>