للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي أمر الفيل إذ كانوا عاينوه، أنه بيّنة لمن كذب بالله، وأنه بيّنة لمن كذب بالرسل؛ لأنه لا يجوز في فِطر العقول أن يأتي طير من اليم، بحجارة من سجيل، تحملها بأرجلها ومناقيرها، حتى تهلك بها أمة من الأمم، إلا بتسخير وإرسال، فليدلونا على القادر على هذا الأمر العظيم، والتسخير لهذه الطير، وإذ كان لا يقدر على مثل هذه الأمة غيره جلّ وعزّ، لم يخف على أحد أنه فعل ذلك لنصرة قوم على أعدائهم، وأن النصرة كانت لمن ارتضاه، والهلكة كانت لمن سخط عليه، ولأنه لتلك النصرة وذلك الارتضاء من سبب. فما السبب الذي أوجبها في ذلك الوقت لقريش؛ وهي تعبد الأوثان، ومنها: زنادقة تقول: بالدهر، وقد حكى الله عنهم: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤]، وثنوية، يقولون: بإلهين، بقول الله: {لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: ٥١]، ومنها من يعبد الملائكة، ويقول: هي بنات الله.

وما السبب الذي أوجب السخطة والهلاكة للحبشة، وهي أهل كتاب؟ يدلك على ذلك؛ عبد المطلب يوم الفيل؛ حين دعا على الحبشة:

<<  <   >  >>