٤٦ -٤٩- وقال القاضي ثناء الله الباني بتي الملقب عند الحنفية ببيهقي الوقت (١٢٢٥هـ) وتبعه كثير من علماء الحنفية، منهم الشيخ الجنجوهي (١٣٢٣هـ) ، مبينا أن استغاثات القبورية بالأموات شرك بالله تعالى وكفر به:
(لا يجوز عبادة غير الله، ولا استعانة من غيره تعالى، لأن ذلك من حق الله تعالى وحده، كما قال سبحانه بصيغة الحصر:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥] فلا يجوز النداء للأولياء، لأنه من العبادة [العبادة لغير الله شرك] ، كما لا يجوز الانحناء إلى القبور، ولا الطواف بها، لأن الطواف لا يكون إلا بالكعبة، ولأن الطواف كالصلاة، فلا تجوز لغير الله، ولا يجوز أيضا دعاء الأنبياء والأولياء في الكربات* سواء كانوا من الأحياء أو من الأموات * لأن الدعاء من العبادة بصريح الكتاب والسنة، ولكن بعض الجهال يقولون عند الكربات:" يا شيخ عبد القادر الجيلاني شيئا لله "، ويقول بعضهم:" يا خواجة شمس الدين الباني بتي شيئا لله "، فهذا لا يجوز، بل هو شرك، وكفر؛ لأن الله تعالى قال:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}