للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الحكماء لما عرفوا أن للعالم صانعاً - طلبوا القربة إليه، والتوسل بصفوة خلقه، وطلبوا الزلفى لديه بتعظيمهم لهم كما يفعل أبناء الدنيا من القربة إلى ملوكهم بالتوسل إليهم بأقاربهم وندمائهم ووزرائهم، وكتابهم، وخواصهم، وقوادهم؛ فهكذا وعلى هذا المثال فعل الحكماء.

اعلم يا أخي، أن أهل المعارف الذين يعرفون الله حق معرفته وهم أولياء الله - فهم لا يتوسلون إليه بأحد غيره، وأما من قصر فهمه ومعرفته - فليس له طريق إلى الله تعالى إلا بأنبيائه، ورسله، والأئمة، وأوصيائهم، وأولياء الله، فبهم يتقرب إلى الله، وبتعظيمهم، والذهاب إلى مساجدهم ومشاهدهم، والدعاء، والصلاة، والصيام عند قبورهم، طلبا للقربة إلى الله والزلفى لديه.

الجواب:

لقد أجاب علماء الحنفية عن هذه الشبهة بعدة أجوبة، وجعلوها هباء منثورا.

الجواب الأول:

أن القبورية في تشبثهم بكلمة ((الواسطة)) ملبسون ومدلسون؛ حيث إنهم خلطوا الباطل بالحق؛

<<  <  ج: ص:  >  >>