للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا عادة أهل البدع.

فقد صرح علماء الحنفية أيضاً بأن المتكلمين من الماتريدية والأشعرية وغيرهم، تشبثوا بكثير من الألفاظ المجملة التي تحمل حقاً وباطلاً:

كالمكان، والجهة، والحد، والحيز، ونحوها من الألفاظ المجملة الكلامية، وتستروا بها ليخفوا بها تعطيلهم لصفات الله تعالى.

والقاعدة الكلية في ذلك أنه لا يجوز الحكم عليها نفياً أو إثباتاً إلا بعد التفصيل، وتبين المعنى الحق من المعنى الباطل، فيقبل المعنى الحق، ويرد المعنى الباطل، وبذلك ينكشف أمر أهل البدع.

الجواب الثاني:

أن علماء الحنفية قد صرحوا بأن القبورية في جعلهم الأنبياء والأولياء واسطة بين العباد ورب العباد، كالوزراء والأمراء بالنسبة للملوك لجلب المنافع ودفع المضرات * ليستغيثوا بهم عند الكربات - * مرتكبين للشرك الأكبر الذي كان عليه الوثنية الأولى التي كانت في الأيام الخاليات *

فإن المشركين السابقين كان شركهم هو هذه الواسطة التي هي أصل الوثنيات * وتبعتهم القبورية، فالقبورية والوثنية الأولى في هذه الواسطة من واد واحد.

فمن اتخذ هذه الواسطة فهو كافر مشرك، حلال الدم، يستتاب وإلا

<<  <  ج: ص:  >  >>