للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل.

وقد قال كثير من علماء الحنفية: إن المشركين السابقين زعموا أن الله سبحانه في غاية من الرفعة ونهاية في التعالي.

فلا يمكن وصولنا إليه إلا بواسطة عباده المقربين إليه، وقاسوا ذلك على الملوك ووزرائهم قياساً باطلاً.

فقالوا: كما أن الرعية لا يمكن لهم الوصول إلى الملوك إلا بواسطة الوزراء والأمراء - وهم يشفعون للرعية عند الملوك لا يردون شفاعتهم - كذلك لا يمكن لنا الوصول إلى الله تعالى إلا بواسطة أوليائه المقربين عنده، فنحن نلتجئ إليهم في دفع المضرات وجلب الخيرات وهم يقربوننا إلى الله زلفى، ويشفعون لنا عند الله، فالله يقبل شفاعتهم لنا.

فجاءت القبورية فسلكوا مسلك الوثنية الأولى في الواسطة والتوسل * والشفاعة والتوصل * حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة.

والحاصل: أن هذه الواسطة طريقة الكفار والمشركين عباد الأصنام السابقين *.

فمن اتخذ هذه الواسطة فهو مشرك حلال الدم يستتاب وإلا

<<  <  ج: ص:  >  >>