الله تعالى مباشرة بلا واسطة، والله تعالى يجيبهم، فزالت شبهة الواسطة من أصلها:
قال العلامة شكري الآلوسي (١٣٤٢هـ) :
(وبالجملة فقد علم المسلمون كلهم أن ما ينزل بالمسلمين من النوازل في الرغبة والرهبة - مثل دعائهم عند الكسوف، والاعتداد لدفع البلاء، وأمثال ذلك - إنما يدعون في مثل ذلك الله وحده لا يشركون به شيئاً، لم يكن للمسلمين أن يرجعوا بحوائجهم إلى غير الله؛ بل كان المشركون في جاهليتهم يدعونه بلا واسطة فيجيبهم الله، أفتراه بعد التوحيد والإسلام لا يجيب دعاءهم إلا بهذه الواسطة التي ما أنزل الله بها من سلطان؟ .....) .
الجواب الخامس:
أن علماء الحنفية قد حققوا أن هذه الواسطة التي تشبثت القبورية بها باطلة من أصلها، إذ هي متضمنة لعدة مفاسد كفرية؛ كما حققوا أن قياس القبورية لله على الملوك قياس من أفسد الأقيسة، إذ هو قياس مع الفارق الذي استلزم عدة من أنواع الكفر:
الأول: أن الملوك لأجل جهلهم بحقائق الأمور وعدم علمهم بأحوال الرعية - يحتاجون إلى الوسائط من الأمراء والوزراء والندماء والوجهاء والعرفاء ليبلغوهم أحوال الرعية، ويرفعوا إليهم حوائجهم، بخلاف عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية، فمن ظن أن الله تعالى مثل الملوك