للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن القبورية باستغاثتهم بالأموات عند الكربات والملمات * قد عبدوا غير الله، وأشركوا بخالق البريات * فبطل زعمهم: أن الدعاء ليس من العبادات.

الجواب الخامس:

أن علماء الحنفية حققوا: أن المشركين السابقين قد كانت عبادتهم لآلهتهم الباطلة - هي هذا الالتجاء إليهم، من الدعاء والنداء عند الملمات * والاستعانة بهم والاستغاثة عند الكربات * وأن إشراكهم بالله هو استغاثتهم بغير الله عند البليات * وأن القبورية في ذلك على طريقة الوثنية الأولى، فكيف يصح زعمهم أن الدعاء ليس من العبادة؟ .

وفيما يلي بعض نصوص علماء الحنفية لتحقيق هذا المطلوب، وبالله التوفيق:

١ -٢- قال العلامتان: نعمان الآلوسي (١٣١٧هـ) ، وشكري الآلوسي (١٣٤٢هـ) ، بعد تحقيق أن المشركين لم يشركوا بالله في الخالقية، والرازقية، والربوبية، واللفظ للأول:

(فكان جل أحوال المشركين مع آلهتهم - التوكل عليهم، والالتجاء إليهم بشفاعتهم.... ومن تأمل بعين الاستبصار في الشفاعة المنفية أولاً - علم أن المقصود بنفي الشفاعة نفي الشرك: وهو أن لا يعبد إلا الله، والدعاء عبادة كما ورد، وقال سبحانه: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: ١٨] ؛ فلا يسأل غيره، ولا يتوكل على غيره لا في شفاعة، ولا في

<<  <  ج: ص:  >  >>