للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرها.... فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقاً ... ما كان فيها شرك، وتلك منفية مطلقاً، والشفاعة المثبتة ما يكون بعد الإذن يوم القيامة، ولا تكون الشفاعة إلا لمن ارتضى....

إذا تبين هذا - فالمشركون قد كانت عبادتهم لآلهتهم هذا الالتجاء والرجاء والدعاء لأجل الشفاعة، معتقدين أنها المقربة لهم، فبسبب هذا الاعتقاد والالتجاء - أريقت دماؤهم، واستبيحت أموالهم...... فهذا الالتجاء بطلب الشفاعة ورجائها - عبادة لا تصلح إلا له عز وجل، وإنها من صرف حقوقه، ومن الشرك.

فإن قلت:

((إن المشركين كانوا يعبدونهم ونحن لا نعبدهم)) .

فالجواب:

أن عبادتهم هي هذا الالتجاء الذي أنت فيه، وكما أنك تدعو النبي صلى الله عليه وسلم....... وتدعو غيره ملتجئاً إليهم بطلب الشفاعة منهم - كذلك الأولون كانوا يدعون صالحين أنبياء ومرسلين * طالبين منهم الشفاعة عند رب العالمين * كما قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨] ، فبهذا الالتجاء والتوكل على هذه الشفاعة والرجاء -

<<  <  ج: ص:  >  >>