للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وجه انحراف هذا العنوان هو قولهما: (أدلة ما عليه المسلمون من التوسل) فإن فيه تعريضاً بجعل أهل التوحيد غير مسلمين، وأن المسلمين هم هؤلاء القبورية الوثنية فقط؟؟.

وأما الكوثر الكرار، الشاطر الجرار، الشاتم المهذار، فيقول جهاراً دون إسرار:

(وهم (يعني أهل التوحيد) في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة، والعمل المتوارث [أي القبوري الوثني] والمعقول [معقول الوثنية] ، أما الكتاب فمنه قوله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: ٣٥] ، و ((الوسيلة)) بعمومها تشمل التوسل بالأشخاص، والتوسل بالأعمال، بل المتبادر من ((التوسل)) في الشرع - هو هذا (أي التوسل بالأعمال) ، وذلك (أي التوسل بالأشخاص) رغم تقول كل مفتر أفاك ... ) .

قلت: هذا هو استدلال القبورية بهذه الآية على إثبات توسلهم القبوري.

الجواب: لقد أجاب علماء الحنفية عن هذه الشبهة القبورية بوجهين، وحاربوهم من جهتين اثنتين.

الوجه الأول: وهو جواب إجمالي يقمع به هذه الشبهة وغيرها من الشبهات أيضاً، وهو: أنه قد تحقق على لسان علماء الحنفية كالشمس في رابعة النهار أن التوسل في لغة الكتاب والسنة، واصطلاح الصحابة والتابعين وأئمة هذه الأمة -

<<  <  ج: ص:  >  >>