وهو ما لم يكن فيه طلب الخير والنماء من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ بل كان فيه طلب الخير والنماء من الله تعالى، ولكن بواسطة شيء لم يرد الشرع به:
كطلب البركة من الله تعالى بواسطة غلاف الكعبة أو طلب البركة من الله تعالى بواسطة استلام الحجرة النبوية أو طلب البركة من الله تعالى بواسطة تمر المدينة النبوية، ونحوها مما لم يرد به الكتاب والسنة، وقد ذكرت عدة أمثلة للتبركات البدعية التي يرتكبها القبورية عامة والديوبندية خاصة.
والتبركات البدعية قناطر التبركات الشركية، بل قد تكون شركية فعلاً إذا اعتقد المتبرك: أن المتبرك به يقدر على البركة؛ ولقد حذر علماء الحنفية من جميع التبركات البدعية أيضاً كما حذروا من التبركات الشركية، فقد صرحوا بوجوب إزالة كل ما يتبرك به القبورية تبركاً بدعياً: من قبر، ونصب وشجر وحجر، ومسجد بني على قبر، وقنديل، وسراج، وشمع على قبر، وخرفة، ومسمار، وحائط، وعين، وعمود، ونحوها وقالوا: إن الواجب هدم هذه الأشياء كلها، وإزالة أثرها، والمبادرة إلى محوها؛ لأن الناس يقصدونها، ويعظمونها، ويرجون البرء والشفاء بها والتبرك بها، حسماً للفتنة التي قد عظمت بها، وقطعاً للبلوى التي اشتدت بها، إذ هي سبب للعنة الله تعالى والطرد من رحمته سبحانه؛ ولأنها أعظم شراً ومفسدة من مسجد الضرار؛