(إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة....) .
ثم قال:
(واعلم: أن لا إله إلا الله هي الكلمة الفارقة بين الكفر والإسلام؛ فمن قالها - عالمًا بمعناها، ومعتقدًا إياها - فقد دخل في الإسلام * وصار من أهل دار السلام *) .
٩ - وقال رحمه الله تعالى أيضًا؛ محققًا أن التلفظ بكلمة التوحيد بدون فهم معناها لا يجدي ولا ينفع:
(و ((لا إله إلا الله)) هي كلمة الإخلاص المنافية للشرك، وكلمة التقوى التي تقي قائلها من الشرك بالله؛ ولكن لا تنفع قائلها عند الله، وفي دار الآخرة إلا بشروط:
الأول: العلم بمعناها: نفيا وإثباتًا.
والثاني: اليقين، وهو كمال العلم بها، المنافي للشك.
والثالث: الإخلاص المنافي للشرك؛ فمن يقول:((لا إله إلا الله)) ، ولكن لا يفهم معناها، ولا يعمل به فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا....؛ لأن الله عز وجل قال:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: ١٩] ؛ فالعلم مقدم على القول والعمل ... ) .
١٠ - وقال رحمه الله تعالى أيضًا - مبينًا أن المشركين السابقين كانوا يعرفون معنى كلمة التوحيد بخلاف القبورية:
(فإذا عرفت ما ذكرنا، فاعلم أن المشركين الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم