{وَهُوَ مُحْسِنٌ} : أي اتبع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإن للعمل المتقبل شرطين: أحدهما: أن يكون خالصًا لله وحده.
والآخر: أن يكون صوابًا موافقًا للشريعة. فمتى كان خالصًا، ولم يكن صوابًا لم يتقبل. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» . رواه مسلم من حديث عائشة رح. فعمل الرهبان ومن شابههم - وإن فرض أنهم مخلصون فيه لله - فإنه لا يتقبل منهم ذلك إلا متابعًا للرسول صلى الله عليه وسلم) .
قلت:
وتمام نص كلام الحافظ ابن كثير (٧٧٤هـ) رحمه الله:
(المبعوث إليهم وإلى الناس كافة، وفيهم وفي أمثالهم قال الله تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان: ٢٣] ، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}[النور: ٣٩] ، وقال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية: ٢-٥] ، ... وأما إن كان العمل موافقًا للشريعة في الصورة