للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهرة، ولكن لم يخلص عامله القصد لله، فهو أيضًا مردود على فاعله.

وهذا حال المرائين والمنافقين؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ} [النساء: ١٤٢] ، وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} [الماعون: ٤-٦] . ولهذا قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠] ، وقال في هذه الآية الكريمة: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} .....) .

(٦) ونقل الشيخ الرستمي لتحقيق هذين الشرطين للعبادة قول الإمام ابن القيم رحمه الله (٧٥١هـ) :

وعبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر ... ما دار حتى قامت القطبان

ومداره بالأمر أمر رسوله ... لا بالهوى والنفس والشيطان

قلت: وتمام كلام ابن القيم - وفيه تحقيق الشرط الآخر -:

فقيام دين الله بالإخلاص وال ... إحسان إنهما له أصلان

لم ينج من غضب الإله وناره ... إلا الذي قامت به الأصلان

والناس بعد فمشرك بإلهه ... أو ذو ابتداع أو له الوصفان

(٧) قلت: اشتراط متابعة السنة في العبادة يسميه علماء الحنفية:

<<  <  ج: ص:  >  >>