مما لا يتقرب به إلا إليه) ؛ وقال:(الشرك: هو أن يفعل لغير الله شيئًا يختص به سبحانه) ؛ ثم قال مبرهنًا عليه:
(وقد علم كل عالم أن عبادة الكفارة للأصنام - لم تكن إلا بتعظيمها، واعتقاد أنها تضر وتنفع، والاستغاثة بها عند الحاجة، والتقريب لها في بعض الحالات بجزء من أموالهم؛ وهذا كله قد وقع من المعتقدين في القبور [وأهلها] ....) ؛ ثم ذكر رحمه الله أن القبورية أشد خوفًا وعبادة للأموات منهم لله تعالى.
قلت: سيأتي مفصلًا أن القبورية أشد إشراكًا من الوثنية الأولى وأعظم عبادة للأموات منهم لخالق البريات.
أقول: هذه كانت عدة تعريفات للشرك عند علماء الحنفية، ذكرتها لتكون ردا على تعريف القبورية للشرك؛ فأنت رأيت أن علماء الحنفية لم يشترطوا في تعريفاتهم للشرك تلك القيود التي اشترطها القبورية في تعريف الشرك:
من قيد ((الاستقلال بالنفع والضر)) وقيد ((الربوبية)) .
وقيد ((بنفسه وبذاته)) وقيد ((من دون الحاجة إلى الغير)) .
وقيد ((الخالقية والإحياء والإماتة)) وقيد ((نفوذ المشيئة لا محالة)) ونحوها من القيود الباطلة؛