قلت: ولقد علل كثير من علماء الحنفية نهي النبي صلى الله عليه وسلم هذا عن زيارة القبور في بداية الإسلام؛ أنه صلى الله عليه وسلم كان يخاف عليهم، لكون القبور مبدأ لعبادة الأصنام في العرب وقبلهم، فنهاهم أولًا لكونهم حديثي عهد بالشرك سدا لذريعة الشرك وحماية لحمى التوحيد؛ لأن زيارة القبور كانت تفتح عليهم باب عبادة القبور وأهلها؛ ثم لما تمكن التوحيد في قلوبهم واطمأنت نفوسهم على تحريم عبادة غير الله - أذن لهم في زيارة القبور للتزهيد في الدنيا وتذكير الآخرة والدعاء للأموات بالمغفرة.
أقول: انتبه أخي المسلم إلى أن النبي أذن لهم فيما بعد في زيارة القبور، ولكن حذرهم من الشرك وشوائبه بقوله صلى الله عليه وسلم:«ولا تقولوا هجرا» .
وقد صرح علماء الحنفية في شرح كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذا:((هجرا)) :
(هجرًا: أي فحشًا:
وأي فحش أعظم من الشرك عندها قولًا وفعلًا؟!) .
قلت: بعد هذا لا حاجة إلى البرهنة على أن مشركي العرب كانوا قبورية أقحاح بأكثر من هذه البراهين القاهرة الباهرة؛