وهذا كله حجج ساطعة وأدلة قاطعة على أن اليهود والنصارى من أعظم فرق القبورية في العالم وأشرارها.
الأمر الرابع: في تحقيق أن جميع الأمم من المشركين كانوا قبورية.
الظاهر أن جميع الأمم من المشركين كعاد وثمود ومدين وغيرهم - كانوا قبورية كسلفهم قوم نوح عليه السلام؛ لما ذكره علماء الحنفية من قول النبي صلى الله عليه وسلم قولًا عاما شاملًا لجميع المشركين قبل العرب:«ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك» ، قاله قبل أن يموت بخمس.
وقد استدل بهذا الحديث جمع من علماء الحنفية؛ فدل ذلك على أن جميع الأمم المشركة كانوا قبورية.
الأمر الخامس: في تحقيق أن فلاسفة اليونان كانوا قبورية أجلادا.
لقد صرح الرازي (٦٠٦هـ) بأن فلاسفة اليونان كانوا يستمدون الفيوض من القبور وأهلها إذا اعترتهم مشكلة من المشكلات وكان الفلاسفة من تلاميذ أرسطو إذا دهمتهم نازلة - ذهبوا إلى قبره للحصول على المدد والفيض، وهكذا يعبدون القبور وأهلها؛