فالنصب هو الذي يقصده من رآه، سواء كان شجرًا، أو عمودًا، أو قبرًا، أو غير ذلك؛ وأعظم هذه الأنصاب - القبور التي نصبت وجعلت أنصابًا تعبد من دون الله، وأعظم الفتنة بهذه الأنصاب - هي فتنة هذه القبور التي جعلت أنصابًا وأوثانًا تعبد من دون الله؛ فإن الشيطان ينصب لهم قبر رجل معظم يعظمه الناس، ثم يجعله وثنًا يعبد من دون الله.
الحاصل: أنه ثبت من هذا أن القبورية عبدة الأنصاب كما أنهم عبدة الأوثان.
الوجه الثامن: أن علماء الحنفية قد برهنوا على أن القبورية ليسوا عباد القبور وأهلها فقط؛ بل هم عباد مغارات وعبدة الأشجار والأحجار والآبار أيضًا؛ ١- فقد ذكر الشيخ مسعود الندوي (١٣٧٣هـ) أن أكثر المسلمين في العالم الإسلامي قبيل مجدد الدعوة الإمام (١٢٠٦هـ) كانوا على طريقة الوثنية الأولى:
يعبدون القبور والأشجار والمغارات، ويرتكبون من السفاهات والحماقات ما يسخر منه الكفار