(إن الشيطان لا يطمع أن يعبده المؤمنون في جزيرة العرب، وهم المصدقون بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه المذعنون له الممتثلون لأوامره المنتهون عما نهى عنه.
ولا شك: أن من كان على هذه الصفة - فهو على بصيرة ونور من ربه.
فلا يطمع فيه الشيطان أن يعبده.
وأما من تسمى باسم الإسلام، وتعاطى كل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما يسر ويعلن - فهو باسم المنافق أحق منه باسم المؤمن، وإن صام وصلى.
فمن التجأ إلى غير الله، وتوكل على غيره، ودعاه * في سره ونجواه * - لم يكن مؤمنًا برب العالمين * ولا مقرا بوحدانية إله السماوات والأرضين *
فوجود مثل هذا في جزيرة العرب - لا ينافي الحديث الصحيح * كما لا يخفى على من له قلب سليم وعقل رجيح * وإطلاق المصلين على المؤمنين * كثير في كلام العارفين*) .
وقال:(ويحتمل: أن يراد بالمصلين: ((أناس معلومون)) ؛ بناء على أن تكون ((ال)) للعهد، وأن يراد بهم الكاملون فيها، بناء على أن تكون للكمال: وهم خير القرون، ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: