للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالذي أشرك بالله وعمل أعمالا كثيرة وظن أنها صالحة ونافعة له فهو ليس بمستحق لأجرها، وأن حياته تمضي كلها في خسران على خسران) .

الآية السابعة: في بيان أن المشرك قد حرمت عليه الجنة أبد الآبدين* ومخلد في النار دهر الداهرين* قال عز من قائل:

{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: ٧٢] .

قال الزمخشري (٥٣٨هـ) والنسفي (٧١٠هـ) والعمادي (٩٥١هـ) والبروسوي (١١٣٧هـ) والباني بتي (١٢٢٥هـ) والألوسي (١٢٧٠هـ) واللفظ للأخير:

(إنه أي الشأن {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ} أي شيء في عبادته سبحانه أو فيما يختص به من الصفات والأفعال؛ كنسبة علم الغيب وإحياء الموتى بالذات إلى عيسى عليه الصلاة والسلام [أو إلى غيره] .

{فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} لأنها دار الموحدين والمراد يمنع دخولها كما يمنع المحرم عليه من المحرم.

{وَمَأْوَاهُ النَّارُ} فإنها معدة للمشركين؛ وهذا بيان لابتلائهم بالعقاب * أثر بيان حرمانهم الثواب *؛ ولا يخفى ما في هذه الجملة من الإشارة إلى قوة المقتضي؛

<<  <  ج: ص:  >  >>