من دون الله من الملائكة أو الكروبيين * أو الروحانيين، أو الأنبياء والأولياء [والصالحين] * أو أي مدعو كان- لن يستطيعوا أبدا، ولا يقدرون قطعا أن يخلقوا ذبابا، ولو اجتمع أولهم وآخرهم لأجل ذلك، والحال أنه أصغر المخلوقات وأضعفها، وإنما خلقه الله تعالى لإذلال الجبارين والمتكبرين ... ؛ فيا أيها الناس!! إن كان الأمر هكذا- كيف ظننتم في بعض المخلوقين واعتقدتم أنه يضركم أو ينفعكم أو ينقذكم من عذاب الله؟!؟؛ فعبدتموهم، ونذرتم له، أو توجهتم إليه، فاتخذتم هذه الأنداد، وهذه الأصنام، وهذه الأوثان، وهذه القبور التي بنيتم عليها القبب والبنيان الشامخات، وجلستم متوجهين إليها راجين منهم، وسائلين إياهم وخائفين منهم، وقد أخذ الشيطان عقولكم وزين لكم الشرك بالله، فأشركتم بربكم وأنتم لا تشعرون؛ لأنكم جهلتم معاني كتاب ربكم الحكيم العليم، وأخرجتم أنفسكم عن حيز الإنسانية* إلى حضيض الحيوانية بل إلى سعير الشيطانية * ... ، فلا تلوموا إلا أنفسكم أيها