والاستقلال، فهكذا حكم من اعتقد أن الله تعالى عالم الغيب بالذات والاستقلال، وأن الأنبياء والأولياء يعلمون الغيب بالعطاء.
الوجه الثالث: أن يقال: إن الله تعالى لم يعط أحدا علم الغيب كله فالله هو وحده يعلم المغيبات كلها؛ أما غيره تعالى فلا يعلم الغيب كله لا استقلالا ولا عطاء؛ وقد صرح علماء الحنفية بأن الله تعالى لم يشرك أحدا في علم غيبه على سبيل العطاء.
وقد صرح علماء الحنفية في تفسير قوله تعالى:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}[يس: ٦٩] :
بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعد علم الشعر؛ فبطلت شبهة العلم العطائي من أصلها.
ونص علماء الحنفية في تفسير قوله تعالى:{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}[النساء: ١٦٤] :
على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط علم أخبار الرسل كلهم، بل الله تعالى أعطاه علم بعض أخبار بعض الرسل؛ فهذا دليل قاطع على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط علم الغيب كله،