للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - " إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ":

" «حميد»: فعيل بمعنى فاعل، وبمعنى مفعول، فهو حامد ومحمود، حامد لعباده وأوليائه الذين قاموا بأمره، ومحمود يُحمدُ عزّ وجل على ما له من صفات الكمال، وجزيل الإنعام.

وأما «المجيد»: فهي فعيل بمعنى فاعل، أي: ذو المجد. والمجدُ هو: العظمة وكمالُ السُّلطان" (١).

رابعاً: يتذكر بقلبه حين يقول في تشهده: الصلاة الإبراهيمية أموراً، منها:

الأول: امتثال قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب: ٥٦.

الثاني: فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا» (٢).

وفي الحديث الآخر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ، إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: " .. وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي " (٣) الحديث.

ويبلّغه -صلى الله عليه وسلم- صلاة أمته عليه وسلامهم الملائكة المخصصون بذلك كما سبق في الحديث: قال -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ»، فتذكر هذا بقلبك أيها المصلي في صلاتك أو خارجها حين تصلي وتسلم عليه -صلى الله عليه وسلم-.


(١) الشرح الممتع على زاد المستقنع (٣/ ١٦٨).
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٣٠٦) ح (٤٠٨).
(٣) أخرجه أحمد (١٤/ ٤٠٣) ح (٨٨٠٤)، وأبو داود (٣/ ٣٨٥) ح (٢٠٤٢)، وصحح إسناده النووي في الأذكار (١١٥) ح (٣٣٣)، وصحح سنده ابن حجر في فتح الباري (٦/ ٤٨٨)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٢٩٣) ح (١٦٦٥): "صحيح لغيره"، وقال محقق سنن أبي داود (٣/ ٣٨٥) ح (٢٠٤٢): "صحيح لغيره".

<<  <   >  >>