للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فوائد عظيمة وثمرات مباركة ذكر منها الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم أكثر من ثلاثين فائدة، ومن أراد التوسع فليرجع للكتاب المذكور.

خامساً: أن يستحضر قلبه معاني الاستعاذة من هذه الأربع:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "، ويدرك أهمية الاستعاذة منها وكبير خطرها، وهذه بعض التنبيهات حول هذا الدعاء العظيم الذي ينبغي أن يذكر بلسان وقلب حاضر في التشهد الأخير من كل صلاة:

١ - قرب الله من عبده الداعي، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة: ١٨٦

٢ - وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ».

٣ - أهمية هذا الدعاء وعظيم الحاجة إليه، فقد جمع الاستعاذة بالله من أعظم الفتن وأشدها خطراً على العبد في الدنيا والآخرة.

٤ - ومعنى "فتنة المحيا والممات":

أي: اختبار المرء في دينه في حياته، وفي مماته، وأصل الفتنة: الامتحان والاختبار، وفتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها، والجهالات، أو الابتلاء مع زوال الصبر ونحو ذلك، وهي فتنة عظيمة وشديدة، وقلّ من يتخلَّص منها إلا من شاء الله، وهي تدور على شيئين: شبهات، وشهوات.

أما الشبهات فسببها الجهل فتعرض للإنسان يلتبس عليه الحق بالباطل، فيرى الباطل حقاً، والحق باطلاً، وإذا رأى الحق باطلاً تجنبه، وإذا رأى الباطل حقاً فعله، وهذه فتنة عظيمة؛ فما أكثر الذين يرون الربا حقاً فينتهكونه، وما أكثر

<<  <   >  >>