للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((ولم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر خاص لسجود السهو، بل أذكاره كسائر أذكار سجود الصّلوات. وأما ما يُقال من أنه يقول فيه: ((سبحان من لا يسهو ولا ينام)) فلم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، ولم يدل عليه دليل من السنّة البتة، وإنما هو منام رآه بعض كبار مخرفي الصّوفية، فلا تلتفتوا إليه، وخذوا دينكم من كتب السنّة الصحيحة، وما عداه فردّوه إلى قائله، ثم إثبات هذا في المؤلفات، وجعله ديناً وشرعاً، ضلال كبير، وفساد

عريض)) .

[٧/٢١] (خطأ في سبب سهو الإمام.

ومن المفيد أن أشير بهذه المناسبة إلى خطأ اعتقاد بعضهم أن سبب سهو الإمام في الصّلاة، أو التباس القراءة عليه، عدم إحسان المأمومين أو بعضهم الطهور، ومعتمدهم في ذلك:

عن شبيب أبي روح عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلّى صلاة الصبح، فقرأ (الروم) ، فالتبس عليه، فلما صلى قال: ما بال أقوام يصلّون معنا، لا يحسنون الطهور؟! فإنما يلبس علينا القرآن أولئك.

والحديث ضعيف، فيه شبيب وهو ابن نعيم، ويُقال ابن أبي روح، وكنيته: أبو روح الحمصى، قال ابن القطان: لا تعرف عدالته، وفيه علّة أخرى (١) ، مع مخالفة متنه لظاهر قوله تعالى: {وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا} (٢) .

[٨/٢١] (خطأ في حكم سجود السهو.

ذهب بعض الفقهاء إلى أن سجود السهو مستحب وليس واجباً!! وهو قول مرجوح، فالراجح أنه واجب لا مستحب، لأمره صلى الله عليه وسلم به، ومداومته عليه، كلما وقع منه ما يقتضي السجود.

قال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) : (٢٣/٢٦) :


(١) انظر: ((تمام المنة)) : (ص ١٨٠) و ((مشكاة المصابيح)) رقم (٢٩٥) .
(٢) سورة فصلت: آية رقم (٤٦) .

<<  <   >  >>