للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ (١) إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}.

تَأَدُّبُنَا مَعَهُمْ فِيمَا عُوتِبُوا عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرُوا مِنْهُ:

٧١ - هُمْ عِبَادُ اللَّهِ يُخَاطِبُهُمْ بِمَا شَاءَ، وَيُعَاتِبُهُمْ بِمَا أَرَادَ، فَيَعْتَرِفُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ، وَلَيْسَ لَنَا فِيمَا عُوتِبُوا عَلَيْهِ (٢) وَاسْتَغْفَرُوا مِنْهُ إِلَّا حِكَايَةَ لَفْظِهِ كَمَا ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَعَ اعْتِقَادِ احْتِرَامِهِمْ وَإِكْبَارِهِمْ.


(١) يبتغون: خَبَر الَّذِين يدعون- والضمير عائد على الملائكة عليهم السلام. والوسيلة: الطاعة والعبادة التي يتوسلون بها للتقرب إلى الله.
والمعنى: أن الملائكة والأنبياء وصالحي المؤمنين يعبدون الله ويتنافسون في التقرب إليه بالأعمال الصالحة رجاء رحمته وخوف عذابه. والخوف والرجاء والمحبة أصل كل خير، ووصف الله بها المقربين من عباده الصالحلين.
(٢) كقوله تعالى:" وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ " وفي حق إبراهيم: " وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ". وغير ذلك مما نتلوه ونؤمن به وليس لنا أن نخوض فيه بموازيننا، بل نكتفي بذكر الخبر كما جاء في القرآن أو في الحديث دون زيادة أو نقصان، لما ثبت للأنبياء من الفضل والمقام الكريم عند الله.
قال تعالى:" وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ". والقول المأثور: (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، من خير ما يتمثل به في هذا الباب.

<<  <   >  >>