للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ؟ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ؟ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (١)}؟!

طَرِيقَةُ النَّظَرِ:

١٢ - النَّظَرُ الْوَاجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ هُوَ: النَّظَرُ عَلَى الطَّرِيقَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ، كَمَا فِي الآيَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ،

- لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ (٢)}.


= فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)، ثم كيف تم هضمه في المعدة للانتفاع به، وبه التلذذ والنماء للانسان والحيوان.
(١) ولينظر الإنسان الى ما يحيط به من حيوان كالإبل الملازمة للعرب في سفرهم وإقامتهم، والتي منها يأكلون ويشربون، ويلبسون، وعليها يرتحلون ويحاربون، وبها يتفاخرون ويتغنون، فليتأملوا خلقها من صبر على الجوع والظمأ وتحمل لأتعاب السفر ومشاقه.
ولينظروا الى السماء كيف رفعت بغير عمد.
وإلى الجبال كيف نصبت كالعمد أوتاداً للأرض ومعالم للسائرين عليها.
ولينظروا الى الأرض كيف سطحت للناس ومهدت، ليتمكن لهم السير فيها والانتفاع منها.
هذه أمثلة لكيفية النظر المطلوب في آيات الله السمعية والكونية مما يقع تحت حس العرب وبصرهم في بداوتهم وحضرهم.
(٢) استجارك: طلب جوارك أي التجأ إليك مستغيثا بك طالبا ذِمامك وأمانك فأعطه إياه، لتسمعه كلام الله، وهو المراد من الاستشهاد هنا بهذه الآية.
وأبلغه مأمنه: أوصله إلى موضع أمانه، انتفع بتفكيرك أو لم ينتفع.=

<<  <   >  >>