للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالتَّمَكُّنِ وَالاِخْتِيَارِ وَالدَّلَالَةِ الْفِطْرِيَّةِ وَالدَّلَالَةِ الشَّرْعِيَّةِ (١)،

- لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٢)}.

الْحَذَرُ وَالْقَدَرُ.

وُجُوبُ الْحَذَرِ:

٦٠ - مَعَ الِإيمَانِ بِالْقَدَرِ يَجِبُ الْأَخْذَ بِالْحَذَرِ،

- لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}،

- وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}.

الْحِكْمَةُ وَالْعَدْلُ فيِ الْقَدَرِ.

الْقَدَرُ كُلُّهُ عَدْلٌ:

٦١ - الْقَدَرُ كُلُّهُ عَدْلٌ وَحِكْمَةٌ، فَمَا يُصِيبُ الْعِبَادَ فَهُوَ جَزَاءُ أَعْمَالِهِمْ.


(١) الدلالة الفطرية: هي ما يدركه الإنسان بفطرته وخلقته من ضار ومن نافع. وحتى الحيوانات تعرف ذلك والدلالة الشرعية: هي ما جاء في شرع الله عن الحرام وعن الحلال. وقدرة التمكن والاختيار: لايمكن إنكارهما.
(٢) يخرصون: يقولون غير الحق لأنهم لا يعلمون أن الله شاء لهم أو لم يشأ فكيف يحتجون بالقدر وهو مغيب عنهم. ولهؤلاء المشركين حجة أخرى عرجاء في عكوفهم على معبوداتهم الباطلة إذ قالوا: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) وهم بهذا كالقردة يقلدون بدون فقه وبلا تدبر وهم بذلك أيضاً يلغون وجودهم الإنساني، وميزة التفكير والعقل، فيرتدون عن الإنسانية الرشيدة الى الطفولة والبشرية البدائية.

<<  <   >  >>