الفرنسي، لأعيش في رحابة ديني ولغتي، اللذين لم أكن أعرف عنهما إلا القليل النادر. وبمعرفتي به صححت وضعا أكرهت عليه، حين كنت لا أدري عن تلوين مستقبلي شيئا .. عرفته .. فعرفت أمة في رجل واستشعرت بعدئذ المعنى العميق لقول الشاعر:
ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
واستمر بي المقام في رحاب الشيخ خمس سنوات، وهي مدة ليست بالطويلة في عمر الزمان، ولكنها- والحمد لله- أثرت، وأثمرت بعدما أينعت فيما أظن، إذ استدعاني الإمام بعد ثلاث سنوات فقط من التلمذة عليه لأعاونه، في التدريس لطلابه بقسنطينة مع معاونيه، ثم عينني معلما في مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة، ومع ذلك لم أنقطع عن دروسه، وخاصة درس التفسير، حتى لقي ربه في ١٦/ ٤/١٩٤٠م رضي الله عنه وأرضاه.
وقد وعيت عن إمامنا ما شاء الله أن أعي، وقبست منه ماكان يكفي لهدايتي، لولا أن طالب العلم كطالب المال لا يشبعه شيء.
وعشت بهذه الذكريات الطيبة، وعلى هذا العهد السماوي في مدارس جمعية العلماء المسلمين، مدرسا، ومديرا، ومفتشا، وقتا ليس بالقصير.
ومما وعيته عنه هذه الإملاءات في التوحيد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي لم يفتني منها شيء والحمد لله.