للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ (١)، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا! فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَاكَثِيرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي فِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ (٢)، وَلِكْنْ يَا حَنْظَلَةُ: سَاعَةً


(١) كيف أنت أي قال له ذلك بعد تحية الاسلام المعروفة. ناقق يعني ستر كفره في قلبه، وأظهر الإيمان بلسانه، والمنافق ذو الوجهين، وهو غير وجيه عند الله والناس.
ورأي عين: مثلما يراه الإنسان بعينيه. ويقال: هو مني بمَرْأى ومسمع أي بحيث أسمعه وأراه.
وعافسنا: عالجنا وخالطنا واشتغلنا. والضيعات: الحرف والصناعات. يقال: كانت ضيعة العرب سياسة الإبل.
(٢) لما عليه المؤمن من الصلاح والطهر والشفافية بالتقوى والإيمان والعمل الصالح.

<<  <   >  >>