وصال في الميادين الثقافية والإجتماعية، بلسانه وقلمه .. لعدت شيئا قليلا ..
ولكن حسبه -كما ذكرنا- أنه عاش يؤلف النفوس، ويشيد العقول، ويبني الرجال كالجبال، كما قال عنه العلامة الإبراهيمي، ويهيء للنهضة أرشد وأقوم دعائمها في وقت كان ظلامه المطبق، وإرهاقه المحدق على الجزائر ليس له مثيل حتى ولا في الأساطير.
وما دفعني- علم ربي- إلى نشر هذه الآثار، نفع مادي أو اشتهار، أو رياء وافتخار، فتلك والله- بعقد الهاء- أبعد ما تكون عن طبعي وطبيعتي، يعرفها من يعرفني، وينكرها من يتعلق بها أو يجهلني، وإذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه، كما يقول شاعرنا المتني.
وإنما دفعني إلى كتابتها ونشرها:
وجه الله تعالى والانتفاع بها.
واستجابة لرغبة العلامة البشير الإبراهيمي - رحمه الله - الذي دفعني إليه، وتهلل وجهه حينما شرعت فيه، ثم كتب مشكورا تقديما له.