للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعمرك ما كل التعطل ضائرا ... ولا كل شغل فيه للمرء منفعه

إذا كانت الأرزاق في القرب والنوى ... عليك سواء فاغتنم لذة الدّعه

وإن ضقت فاصبر يفرج الله ما ترى ... ألا ربّ ضيق في عواقبه سعه

وقال الفقيه عمارة اليمني [١] : [البسيط]

لولا تقدم ذنب الدهر ما حسنت ... عندي مواقع ما يولي من النعم [٢]

كصحة الجسم لا يدرى بقيمتها ... ما لم ينبه عليها عارض السقم

وقال آخر: [الكامل]

ازهد إذا الدنيا أنالتك المنى ... فهناك زهدك من شروط الدين

فالزهد في الدنيا إذا ما رمتها ... دأبت عليك كعفة العينين [٣]

وقال آخر: [الكامل]

هجروك فاستوحشت من هجرانهم ... لو كنت أهلا للوصال لواصلوا [٤]

وقال آخر: [الرمل]

أترى تجمعني الدار بهم ... مثل ما كانت قديما جمعت

وأنادي بين أكناف الحمى ... هذه دولتنا قد رجعت

قال العزّ أبو الحسن أحمد بن معقل: مات صديق لي فرأيته في المنام وهو يقول لي: لم لا رثيتني، وأنت أنشدتني لابن سعادة [٥] الشاعر: [مجزوء الكامل]

أو ما شعرت أخا النّهى ... أن لا يموت صديق شاعر

فأصبحت ورثيته.


[١] عمارة اليمني: عمارة بن علي بن زيدان، نجم الدين، مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ذهب إلى مصر فأكرمه حكامها الفاطميون فمدحهم، فلما دالت دولتهم وانتصر صلاح الدين أتهم بمحاولة قتل صلاح الدين فقتل مع مجموعة من الثائرين، له شعر جيد وجملة تصانيف، قتل سنة ٥٦٩ هـ. (وفيات الأعيان ١/٣٧٦، مفرج الكروب ١/٢١٢- ٢١٦، صبح الأعشى ٣/٥٣٢، السلوك للمقريزي ١/٥٣)
[٢] الشعر في وفيات الأعيان ٣/٤٣٢- ٤٣٣.
[٣] في ع: كغصة العينين.
[٤] البيت ساقط من ع.
[٥] ابن سعادة: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، كان من أهل الخط البارع والمعارف الجمة، جيد الكتابة حسن النظم والنثر، توفي سنة ٥٣٢ هـ. (بغية الوعاة ١/١٣٧) .

<<  <   >  >>