للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المديون يشكو على رب الدين، وصار الطالب المطلوب، وهذا الفقه المقلوب، على أن في مذهب الشافعي الزاهي، إن مسألة العينة ليست من المناهي، وهي قوام العامة والجيش، ولكن لا ذوق لمن غلب عليه الطيش: [مجزوء الرجز]

وما قرا وثيقة إلا وقال باطله [١] ... وذا دليل أنّه ليس له معامله

ففي عزله عنّا أجر غير ممنون، وأي حاجة بالعقلاء إلى مجنون: [السريع]

لا وأخذ الرحمن مصرا ولا ... أزال عنها حسن ديباجه

ولّوا علينا قاضيا ثالثا ... ما كان للناس به حاجه

هذا مالكي متعصب، قد أسكره الذهب والمنصب، فلا يفرق بين الأرض والسماء، ولا يعرف عموم العامة من خصوص العلماء، حركاته وسكناته مكتوبة عليكم، فلا ندري أنشكوكم إلى الدهر، أم نشكو الدهر إليكم. قاض سمين الأموال، مهزول النوال: [المتقارب]

كثير الجنون مسيء الظنون ... عدو الفنون لظى محرق

فيصبغ أصبغ من بهته ... وأشهل في عينه أبلق [٢]

لا يحترم أبا حنيفة، ولا الشافعي، ولا يحمد أحمد ولا الرافعي [٣] ، قراد لا يلقط إلا دم الأوراك، وجراد لا يسقط إلا على أموال الأتراك، إذا وقع عنده، فقد وقع بين مخالب الأسود، وأنياب الأفاعي السود/: [الرمل]

أدركوا العلم وصونوا أهله ... عن ظلوم حاد عن تبجيله

إنما يعرف قدر العلم من ... سهرت عيناه في تحصيله

فقابلوا الفعل بفعله، واستعيذوا بالله يا أهل مصر، من شر ولاية مثله، وارموه من كنانة مصر بسهم قلما أخطأه، وعاجلوا إيضاحه بالإبهام، ترضى الفرقتان؛ المسبّحة والسبابة بسيرتكم الوسطى: [الرجز]

المالكيّ طائش ذو فوره ... له على أهل العلوم سوره [٤]

دار على باب الجراح الدوره ... وما قرا في باب ستر العوره


[١] في ع: وما رأى وثيقة.
[٢] أصبغ، ساقطة من نسخة ش، من سهو الناسخ.
[٣] أحمد: هو أحمد بن حنبل أحد الأئمة الأربعة، سبقت ترجمته. الرافعي: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني، فقيه من كبار الشافعية، كان له مجلس للتفسير والحديث بقزوين، توفي سنة ٦٢٣ هـ (فوات الوفيات ٢/٣، طبقات الشافعية ٥/١١٩) .
[٤] في ب، ش، ل: طائش ذا فوره. في ب: أهل العلم.

<<  <   >  >>