للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مديد الرحاب سريع الخلاف ... بسيط الجزاف خفيف طويل [١]

على جهله بضروب العروض ... لكل قبيح فعول فعول

فاقصدوا البحر ظلمة المديد جسّا وبترا، وأديروا عليه الدوائر بالفاصلة الكبرى، فقد عاد لباس حلب مخشوشنا، واتخذت نهرها سيفا، وجبلها جوشنا [٢] فذبوا عن سهوة [٣] الشهباء، ولبّوا فيها دعوة الأولياء، قبل أن ينطوي الجل، ويعقر الكل: [الكامل]

من قبل أن يمسوا ونصف منهم ... في الفاسقين ونصفهم كفّار

حاشاهم من ذا وذا لكنّ من ... عدم الرئاسة قال ما يختار

خذوه فاغسلوه، فانّا نخاف أن يقتلوه، واحسموا مادة هذا الكذاب المبين، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ

[٤] /، كم أسقط شاهدا وعدلا ضابط، فالعالم كلهم عليه ساخط، من كثرة ما يسقط خافت حلب أن يكتب جاحظها بالساقط، فاعتماده اعتماد من عدم الحياء، وسيعدم الحياة، وذم محتده ويده، فلا صلة كتاب الطهارة، ولا لكنه باب المياه، فأقدموا في عرضه وإن كان لا يقدح في زناد، وافصلوه عنا فقد ألبس، والفصل في النحو عماد، والغوا فعله المتعدي بفعلكم اللازم، وسكّنوا حركاته العارضة بدخول الجوازم، واسقطوا هذه الفضلة من البين، وانصبوه على التحذير لا على الإغراء، فشتّان بين النّصبين، وعاملوا هذه اللحنة في النحو بالمنع من التصريف، ونكّروا معرفته بنزع الولاية، فالولاية آلة التعريف [٥] واخفضوا هذا العلم المنصوب على الذم، وادخلوا أفعاله الناقصة والمقاربة في باب كان وكاد، واحذفوه فما هو عمدة، ولا أحد ركني الإسناد، واصرفوه عنا فما له على معرفته ووزن فعله دليل، وركبوه من حلب تركيب سيبويه، فهي مدينة الخليل./

[تمت مقامة الحرقة للخرقة]


[١] إلى هنا ينتهي النقص في نسخة ش.
[٢] الجوشن: الدرع.
[٣] السهوة: بيت على الماء يستظلون به، وسترة تكون قدام فناء البيت، وشبه الخزانة الصغيرة يكون فيها المتاع، وحائط صغير بني بين حائطي البيت، ويجعل السقف على الجميع، فما كان وسط البيت فهو سهوة، وما كان داخله فهو المخدع.
[٤] الأنفال ٧٣.
[٥] قوله: (ونكروا معرفته.... آلة التعريف) ساقطة من ب، ط، ل.

<<  <   >  >>