للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التمر، وقال بعضهم: دخول الحمام، فقال رجل من الدهاقين [١] : ما رأيت شيئا أذهب بالإعياء من الإنجاح، وأنشد: [الطويل]

كأنّك لم تنصب ولم تلق نكبة ... إذا أنت لا قيت الذي كنت تطلب

وأنشد: [الطويل]

إذا ما تعنّى المرء في إثر حاجة ... فأنجح لم يثقل عليه عناؤه

وأخرج من طريق أبي بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن جميح الغساني بصيدا، أخبرني أبي، حدثنا جدي أحمد بن محمد، حدثنا أبو كريمة عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الصيداوي المؤذن، حدثنا أبو هاشم عجل بن عبد الله بن مهرجان البغدادي، حدثنا محمد بن حماد المقري، حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي [٢] ، قال: أردت بيت المقدس، فرافقت يهوديا، فلما صرنا إلى طبرية [٣] ، نزل فاستخرج ضفدعا، فشدّ في عنقه خيطا، فصار خنزيرا، فقال: حتى أذهب أبيعه من هؤلاء النصارى، فذهب فباعه وجاء بطعام، فركبنا، فما سرنا غير بعيد، حتى جاء القوم في الطلب، فقال لي: أحسبه صار في أيديهم ضفدعا، فحانت مني التفاتة،/ فاذا ببدنه ناحية ورأسه ناحية، فلما نظروا إليه، فزعوا ورجعوا، فقال لي الرأس: رجعوا؟

قلت نعم، فالتأم الرأس إلى البدن، وركبنا وركب، فقلت: لا رافقتك أبدا.

وأخرج ابن عساكر، عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب [٤] قال: إن للحق دولة [٥] على العقل، وللمنكر دولة على المعروف، وللشر دولة على الخير، وللجهل دولة على الحلم، وللجزع دولة على الصبر، وللخرق دولة على الرفق، وللبؤس دولة على الخصب، وللشدة دولة على الرخاء، وللرغبة دولة على الزهد، وللبيوتات الخبيثة دولة على بيوتات الشرف،


[١] الدهقان: التاجر، فارسي معرب.
[٢] الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، من قبيلة الأوزاع، إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، له كتب، توفي سنة ١٥٧ هـ، وقد سبقت ترجمته (ينظر: وفيات الأعيان ٢/٣١٠، حلية الأولياء ٦/١٣٥ تهذيب ابن عساكر ٦/٣٤٧) .
[٣] طبرية: بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية، وهي في طرف جبل، وجبل الطور مطل عليها، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام. (ياقوت: طبرية) .
[٤] علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي: ويعرف بعلي الأكبر تفريقا له عن زين العابدين علي الأصغر ابن الحسن بن أبي طالب من سادات الطالبين وشجعانهم، قتل مع أبيه السبط الشهيد في وقعة الطف بكربلاء سنة ٦١ هـ. (طبقات ابن سعد ٥/٢١١، مقاتل الطالبيين ص ٨٠، ١١٤، نسب قريشص ٥٧، البداية والنهاية ٨/١٨٥) .
[٥] الدّولة والدّولة منها الإدالة، أي الغلبة، يقال: اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه، فالإدالة الغلبة (اللسان: دول) .

<<  <   >  >>