الزوج لا يريد ذلك، فكلّمها فلم تقبل، وأنشدت: [الكامل]
لمّا غدا لأكيد عهدي ناقضا ... وأراد ثوب الوصل أن يتمزّقا
فارقته وخلعت من يده يدي ... وقرأت لي وله وأن يتفرقا
قال: وأنشدني شرف الدين المذكور لنفسه: [البسيط]
إنّ العبادلة الأخيار أربعة ... مناهج العلم في الإسلام للناس
ابن الزبير ونجل العاص وابن أبي ... حفص الخليفة والحبر ابن عبّاس
وقد يضاف ابن مسعود لهم بدلا ... عن ابن عمرو لوهم أو لإلباس
قال محمد بن عبد الواحد التميمي في الكسوف: [السريع]
كأنّما البدر وقد شانه ... كسوفه في ليلة البدر
وجه غلام حسن وجهه ... جارت عليه ظلمة الشّعر
قال الخطيب شهاب الدين محمد بن عبد الواحد بن حرب: رأيت شيخا في النوم ينشدني: [الطويل]
وقد كنت في قربي أملّ من اللقا ... فقد صرت شوقا لا أملّ من الكتب
وقال لي: فأجزه، فأجزته في التوّ بديها:
فلله قلب يظهر الودّ في النّوى ... على ربّه قسرا ويخفيه في القرب
أورده الصلاح الصفدي في تاريخه.
قال محمد بن عطية بن حيّان الكاتب: [البسيط]
كأنّما الفحم والرماد وما ... تفعله النار فيهما لهبا
شيخ من الزنج شاب مفرقه ... عليه درع منسوجة ذهبا
قال محمد بن عمران الأصبهاني الشاعر: [الطويل]
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يلين قليلا
إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلّما ... وجدت إلى ترك المزار سبيلا
في تذكرة الشيخ تاج الدين ابن مكتوم [١] : كان بعض أهل الأدب ضنينا بكتبه، فقال شعرا وجعله في رقعة، فكان أذا جاء من يستعير كتابا، دفع إليه الرقعة، فاذا قرأها مضى،
[١] ابن مكتوم: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي، تاج الدين، الفقيه النحوي المفسر، توفي سنة ٧٤٩ هـ. (طبقات المفسرين ١/٥١، طبقات ابن سعد ٤/٢٠٥) .