للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووقف على ساق واحدة وكم له من حافر، واستقام خطه وفيه الدائرة، وشاهدنا القرنصة فيه وهو غير طائر، وأقام مكانه ونداؤه لسائر المسلمين، يجيب نداءه المملوك والملائك، ويرى من يعلوه وهو متكىء على الأرائك: [الطويل]

إذا ما اطمأنّت دونه السحب إنه ... له همّة لم ترض إلا التناهيا

وحسبك أنّ القائمين بحقّه ... يحوزون في الدارين منه المعاليا

شهادته ما ردّها غير كافر ... ويقبلها من كان بالحقّ قاضيا

تقول معاني الطبّ يا عجبا له ... يصحّ وقد ضمّت حشاه المراقيا

قال وجيه الدولة ابن حمدان [١] : [البسيط]

قالت لطيف خيال زارني ومضى ... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد

فقال خلفته لو مات من ظمأ ... وقلت قف عن ورود الماء لم يرد

قالت صدقت الوفا في الحب شيمته ... يا برد ذاك الذي قالت على كبدي

قال مهذب الدين أبو الغنائم سالم بن سعادة الحمصي الشاعر [٢] : [مجزوء الكامل]

خود كأنّ بنانها ... في خضرة النقش المزرّد

سمك من البلّور في ... شبك تكّوّن من زبرجد

دخل زيادة الله بن عبد الله التميمي، صاحب القيروان، في طاعة المكتفي، وأهدى إليه هدايا، من جملتها عشرة آلاف درهم، في كل درهم عشرة دراهم، وألف دينار، في كل دينار عشرة دنانير، وكتب على كل درهم في أحد وجهيه [٣] :/ [الكامل]

يا سائرا نحو الخليفة قل له ... أن قد كفاك الله أمرك كلّه [٤]

بزيادة الله بن عبد الله سي ... ف الله من دون الخليفة سلّه

وفي الوجه الآخر:

ما ينبري لك في الشقاق مخالف ... إلا استباح حريمه وأذلّه

من لا يرى لك طاعة فالله قد ... أعماه عن سبل الهدى وأضله


[١] وجيه الدولة: ذو القرنين بن حمدان بن ناصر الدولة التغلبي، أمير شاعر من أهل دمشق، ولي إمرتها سنة ٤٠١ هـ، وعزل عنها فرحل إلى مصر فولاه الظاهر العبيدي الاسكندرية وأعمالها، فأقام بها عاما، وعاد إلى دمشق فاستقر فيها أميرا، له ديوان شعر، توفي بمصر سنة ٤٢٨ هـ. (معجم الأدباء ٤/٢٠١، وفيات الأعيان ١/١٨١، النجوم الزاهرة ٥/٢٧، مرآة الجنان ٣/٥١) . الأبيات في يتيمة الدهر ١/٩٢.
[٢] البيتان في الوافي بالوفيات ١٥/٨١.
[٣] الأبيات في الوافي بالوفيات ١٥/١٩- ٢٠.
[٤] في ع: أن قد كفاه الله.

<<  <   >  >>