للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خازن ما في يدي وحافظه ... فليس شىء لديّ يفتقد

ومنفق مشفق إذا أنا أس ... رفت وبذّرت فهو مقتصد

يصون كتبي فكلّها حسن ... يطوي ثيابي فكلها جدد

وأبصر الناس بالطبيخ فكال ... مسك القلايا والعنبر الثرد

وهو يدير المدام إن جليت ... عروس دنّ نقابها الزّبد

يمنح كأسي يدا أناملها ... تنحلّ من لينها وتنعقد

ثقّفه كيسه فلا عوج ... في بعض أخلاقه ولا أود

وصيرفيّ القريض وزّان ... دينار المعاني الجياد منتقد

ويعرف الشعر مثل معرفتي ... وهو على أن يزيد مجتهد

وكاتب توجد البلاغة في ... ألفاظه والصواب والرشد

وواجد بي من المحبة وال ... رأفة أضعاف ما به أجد

إذا ابتسمت فهو مبتهج ... وإن تنمّرت فهو مرتعد [١]

ذا بعض أوصافه وقد بقيت ... له صفات لم يحوها أحد

وقال الشهاب محمود الكاتب في عكس هذا المعنى [٢] : [البسيط]

ما هو عبد كلا ولا ولد ... إلا عناء يضنى به الكبد

وفرط سقم أعيا الأساة فلا ... جلد عليه تبقى ولا جلد

أقبح ما فيه كلّه فلقد ... تساوت الروح فيه والجسد

أشبه شىء بالقرد فهو له ... إن كان للقرد في الورى ولد

ذو مقلة حشو جفنها عمص ... تسيل دمعا وما بها رمد

ووجنته مثل صبغة الورس ... ولكن ذاك صاف ولونها كمد

كأنه الخد في نظافته ... قد أكلت فوق صحنه غدد

يقطر سمّا فضحكه أبدا ... شرّ بكاء وبشره حرد

يجمع كفيه من مهانته ... كأنّه في الهجير مرتعد

يطرق لا من حياء ولا خجل ... كأنّه للتراب منتقد


[١] في ع: وإن نهرت.
[٢] القصيدة في فوات الوفيات ١/٣٤٩، مع التقديم والتأخير في بعض الأبيات.

<<  <   >  >>