للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولده الإمام أبي الطيب سهل [١] يعزيه فيه [٢] : [البسيط]

من مبلغ شيخ أهل العلم قاطبة ... عني رسالة محزون وأوّاه

أولى البرايا بحسن الصبر محتسبا ... من كان في فتيّاه توقيعا عن الله

قال الذهبي، حدثنا ابن الدباهي قال: سمعت الشيخ كتيلة عبد الله بن أبي بكر البغدادي يقول: كنت على سطح يوم عرفة ببغداد، وأنا مستلق على ظهري، قال: فما شعرت إلا وأنا واقف بعرفة مع الركب سويعة، ثم لم أشعر إلا وأنا على حالتي الأولى مستلق، قال: فلما جاءني الركب، جاءني إنسان صارخا، فقال: يا سيدي، أنا حلفت بالطلاق أني رأيتك بعرفة العام، وقال لي جماعة أنت واهم، الشيخ لم يحج العام، قال:

فقلت له: امض لم يقع عليك حنث.

قال الشهاب القوصي في معجمه: أنشدني بليغ الدين عبد الله بن محمد بن عبد الغفار القسنطيني النحوي لنفسه لغزا في الفرزدق وجرير: [الطويل]

رأيت جريرا والفرزدق فوقه ... بخيف منى لم يخش عارا ولا إثما

فألقيت في النار الفرزدق بعد ما ... لطمت محياه ولم أقترف ظلما

ولولا جرير ما ذكت نارنا له ... فلما ذكت أضحى جرير بها فحما

الفرزدق قطع العجين، والجرير هو الحبل.

قال الوزير أبو المعالي هبة الله بن المطلب الكرماني: رأيت في المنام قائلا يقول: [الطويل]

إذا كان لله البقاء وكلّنا ... يصير إلى موت فماذا التنافس

قال أبو الفضل عبد المنعم بن عمر الجلياني [٣] : [الطويل]

وأبخس شىء حكمة عند جاهل ... وأهون شىء فاضل عند عالم

فلو زفّت الحسناء للذئب لم يكن ... يرى قربها إلا لأكل المعاصم


[١] أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان بن محمد الصعلوكي: الفقيه النيسابوري الشافعي، كان فقيه نيسابور، أخذ الفقه عن أبيه أبي سهل الطيب الصعلوكي، وكان أبو الطيب يقال له الإمام، عديم النظير في علمه وديانته، توفي في المحرم سنة ٣٨٧ هـ. (وفيات الأعيان ٣/٣٤٢، الوافي بالوفيات ٣/١٢٤، طبقات الشافعية ٢/١٦١) .
[٢] البيتان في وفيات الأعيان ٣/٣٤٢.
[٣] عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن أحمد: أبو الفضل، حكيم الزمان الجلياني الغساني الأندلسي، كان أديبا فاضلا طبيبا حاذقا، له معرفة بعلوم الباطن، رحل من الأندلس ودخل بغداد وغيرها، ومدح السلطان صلاح الدين الأيوبي، توفي سنة ٦٠٢ هـ. (فوات الوفيات ٢/٣٧) . والبيتان ساقطان من نسخة ب.

<<  <   >  >>