للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنفسه: [الرمل]

عللونا فالشفا من شوركم ... وكذا جنّتنا من سوركم [١]

فارفعوا سجفكم كي نهتدي ... وانظرونا نقتبس من نوركم

قال: وأنشدني لنفسه: [مجزوء الرجز]

هذا غزال فاتن ... بطرفه وشعره

يريد أن يخرجكم ... من أرضكم بسحره

قال صفي الدين عبد الله بن يحيى البغدادي [٢] ، يمدح المستضىء بالله [٣] ، على وزنين وقافيتين [٤] : [الكامل]

جود الإمام المهتدي غمامة للمجتدي ... تروي بها آماله

منح الورى منه بأبلج في الشدائد منجد ... معدومة أمثاله

إنّ الخليفة بالخليفة في المكارم تقتدي ... فدليلها أفعاله

وبجوده الحيران منها في النوائب يهتدي ... فسراجها أفضاله [٥]

قال السماح وقد حبا أكرم به من مرفد ... مبذولة أمواله

أحيا مناقب جده العباس عمّ محمّد ... فبذاك تمّ جلاله

خجل الحيا بسخائه متبرعا بندى ند ... متتابع هطاله

جود السحاب بمائه والمستضىء بعسجد ... فاعتاقه إخجاله

قال ابن الجوزي في قوله تعالى: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ

[٦] ، يفتخر فرعون بنهر ما أجراه ما أجراه، وقال وقد طرب الجمع: فهمتم، فهمتم.

لما توفي الإمام أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، كتب أبو النضر عبد الجبار إلى


[١] شوركم: الشور، جني العسل.
[٢] الأجل صفي الدين: أبو القاسم عبد الله بن زعيم الدين بن جعفر، مشبوب الذكاء محبوب اللقاء، له شعر يقطر منه ماء السلامة، وينشر به عرف الرياسة. (الخريدة العماد الأصفهاني القسم العراقي ١/١٩٨) .
[٣] المستضىء بالله: الحسن بن يوسف بن محمد بن عبد الله ابن المستنجد، بويع بالخلافة بعد وفاة والده وعمره عشرون سنة، كان رحيما حليما سهل الأخلاق كريما، توفي سنة ٥٧٥ هـ. (فوات الوفيات ١/٢٧٠، الكامل- ابن الأثير ١١/١٣٢) .
[٤] الشعر في الخريدة ١/١٩٨ القسم العراقي.
[٥] بعد هذا بيت في الخريدة ولم يرد في الأصول، وهو:
ورد الرجاء به على أحلى مراشق ورد ... معذوذب سلساله
[٦] الزخرف ٥١.

<<  <   >  >>