للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى إذا قابلها ثانيا ... تشكه بالرمح في المفرق

وبعد ذا تلبسه حلّة ... يا حسنه في لونها المونق [١]

فجسمه من ذهب جامد ... وجلده صيغ من الزئبق

ثم يرى في حين إتمامه ... مثل مجنّ الحرب للمتّقي

وهو إذا أبصرته هكذا ... أملح من صاحبة القرطق

كأنّه وجه المعزّ الذي ... تاه به الغرب على المشرق

قال الإمام أبو بكر عبد الله بن علي بن ضائن بن عبد الجليل الفرغاني، أحد أئمة الحنفية الكبار، في المذهب والخلاف والحديث، والنحو واللغة، وأحد أفراد الدهر، مات سنة ٤١٤ هـ: [المتقارب]

تخيّر فديتك صدق الحديث ... ولا تحسب الكذب أمرا يسيرا

فمن آثر الصدق في قوله ... سيلقى سرورا ويرقى سريرا [٢]

ومن كان بالكذب مستهترا ... سيدعو ثبورا ويصلى سعيرا

استعمل مثل هذا الإمام للاقتباس في الشعر حجة في جوازه.

قال أبو محمد عبد الله بن محمد الزوزني [٣] : [مخلع البسيط]

لما رأيت الزمان نكسا ... وليس في الحكمة انتفاع

كلّ رئيس به ملال ... وكلّ رأس به صداع

وكلّ نذل به ارتفاع ... وكلّ حر به اتضاع

لزمت بيتي وصنت عرضا ... به عن الذلّة امتناع

وأجتني من ثمار قوم ... قد أقفرت منهم البقاع

قال عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [الطويل]

على زهرة الدنيا السلام من امرىء ... يرى كلّ ما فيها يزول ويذهب

قال الشهاب القوصي في معجمه: أنشدني رشيد الدين عبد الله بن نصر القوصي


[١] في ع: تلبسه خلعة.
[٢] في ب، ط، ل: ويلقى سريرا.
[٣] عبد الله بن محمد بن يوسف الزوزني: أديب مشهور من الشعراء حسن الكلام، غزير العلم، سمع الحديث، كثير النوادر، توفي سنة ٤٣١ هـ. (فوات الوفيات ٢/٤٩٥) . الأبيات في فوات الوفيات ٢/٤٩٥، ويتيمة الدهر الجزء الثالث، مع خلاف في رواية بعض الأبيات.

<<  <   >  >>