للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو من أهل الجنة، عكاشة بن محصن الأسدي [١] ، أفكانت هذه لقومك؟ وكان/ أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب [٢] ، فقال: يا رسول الله، ابسط يدك أبايعك، قال: على ماذا؟ قال: على ما في نفسك، قال: وما في نفسي؟ قال: فتح أو شهادة، قال: نعم، فبايعه، قال: فجعل الناس يبايعونه ويقولون: على بيعة أبي سنان، على بيعة أبي سنان، أفكانت هذه لقومك؟ وكانوا سبع المهاجرين.

عن الشعبي أن عبد الملك بن مروان [٣] قال لأيمن بن خريم [٤] : ألا تخرج فتقاتل معنا؟

قال: لا، إن أبي وعمّي شهدا بدرا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فعهدا إليّ أن لا أقاتل رجلا يشهد أن لا إله إلا الله، فان أتيتني ببراءة من النار، فأنا معك، قال: اذهب، فلا حاجة لنا فيك، فقال [٥] : [الوافر]

ولست بقاتل رجلا يصلي ... على سلطان آخر من قريش

له سلطانه وعليّ إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش

أأقتل مسلما من غير شىء ... فلست بنافعي ما عشت عيشي

أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أيوب بن أبي عائشة، حدثنا أبو هبيرة: أن رجلا ضاف بأعمى فعشاه، فلما كان من الليل، قام فتوضأ، فصلى ما شاء/ الله أن يصلي، ثم دعا فقال: اللهم رب الأرواح الفانية، ورب الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الأجساد البالية إلى عروقها، وأسألك بدعوتك الصادقة فيهم وكلمة الحق [٦] بينهم، وبشدة سلطانك، ينتظرون قضاءك، ويرجون رحمتك،


[١] عكاشة بن محصن الأسدي: يكنى أبا محصن، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقتل في حرب الردة ببزاخة بأرض نجد، قتله طليحة بن خويلد الأسدي، سنة ١٢ هـ. (حلية الأولياء ٢/١٢، الروض الأنف ٢/٧٣، الإصابة ت ٥٦٣٤، طبقات ابن سعد ٣/٩٢) .
[٢] أبو سنان عبد الله بن وهب: ويقال وهب بن عبيد الله الأسدي، قال الشعبي: كان أول من بايع رسول الله صلّى الله عليه وسلم تحت الشجرة، أبو سنان بن وهب، وقيل توفي بحصار بني قريظة. (الإصابة ٧/١٦٢- ١٦٣ ط دار الكتب العلمية بيروت ١٩٩٥) وفي الإصابة الرواية المذكورة.
[٣] في الأصل: عبد الملك بن مروان، وفي ب: أن مروان قال، وفي ش: عن الشعبي قال لأيمن بن خريم.
[٤] أيمن بن خريم بن فاتك: من بني أسد شاعر، كان من ذوي المكانة عند عبد العزيز بن مروان بمصر، ثم تحول عنه إلى أخيه بشر بن مروان بالعراق، وكان يشارك في الغزو، عرض عليه عبد الملك بن مروان مالا ليذهب إلى الحجاز ويقاتل ابن الزبير، فأبي، توفي سنة ٨٠ هـ. (تهذيب ابن عساكر ٣/١٨٧، الإصابة ٢/١٠٩، الشعر والشعراء ص ٢١٤، الأغاني ١/٣٠، ٣٢٨- ٣٣١ ط الدار) .
[٥] الرواية والشعر في الشعر والشعراء ص ٣٤٦ ط ليدن، وتهذيب ابن عساكر ٣/١٨٨، والعقد الفريد ٥/١٥٠ ط بيروت ١٩٩٧، وفيه بيتان الأول والثاني.
[٦] في ش: وحكمة الحق.

<<  <   >  >>