للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكم في الدجى من ذي هموم مقلقل ... وآخر مسرور يدرّ له الضّرع

ومن أضحكته الدار وهي أنيسة ... بكاها إذا ما ناب من حادث قرع

قال جعفر السراج: [السريع]

يا من إذا رضيته حكما ... جار علينا في حكمه وسطا

قد مدح الله أمة جعلت ... في محكم الذكر أمّة وسطا

عن أبي عبد الله محمد بن الخضر القاري، قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم في النوم، فعلمني هذا الدعاء، وأمرني أن أعلم الناس: (إلهي بثبوت الربوبية، وبعظمة الصمدانية، وبسطوات الإلهية، وبعزة الفردانية، وبقديم الجبروتية، وبقدرة الوحدانية، ألا غفرت لي، يا أرحم الراحمين) .

عن الزهري قال: سألت الفقهاء: ممّ ينكر العقل؟ فقالوا: من همّ الدقيق. قال الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات ابن حنزابة [١] ولا يعلم له غيره: [البسيط]

من أخمل النفس أحياها وروّحها ... ولم يبت طاويا منها على ضجر

إنّ الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحياني، سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن محيميد الحمصي، حدثني بعض شيوخنا عن شيخ له، أنه خرج في نزهة ومعه صاحب له، فبعثه في حاجة، فأبطأ عليه فلم يره إلي الغد، فجاء إليه وهو ذهل العقل، فكلموه فلم يكلمهم إلا بعد وقت، فقالوا له: ما شأنك؟ قال: إني دخلت إلى بعض الخراب أبول فيه، فاذا حيّة فقتلتها، فما هو إلا أن قتلتها حتى أخذني شيء، فأنزلني في الأرض، واحتوشني جماعة، فقالوا: هذا قتل فلانا، فقالوا: نقتله، فقال بعضهم: امضوا به إلى الشيخ، فمضوا بي إليه، فاذا بشيخ حسن الوجه، كبير اللحية أبيضها، فلما وقفنا قدامه، قال:

ما قصتكم؟ فقصوا عليه القصة، فقال: في أي صورة ظهر؟ قالوا/: في حيّة، فقال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لنا ليلة الجن: ومن تصور منكم في صورة غير صورته فقتل فلا شيء على قاتله، خلّوه، فخلوني [٢] .


[١] ابن الفرات: أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، المعروف بابن حنزابة، من العلماء الباحثين من أهل بغداد، نزل مصر واستوزره بنو الإخشيد مدة إمارة كافور، ثم استقل كافور بملك مصر، واستمر على وزارته، له تآليف منها: أسماء الرجال، والأنساب، توفي سنة ٣٩١ هـ.
(النجوم الزاهرة ٤/٢٠٣، وفيات الأعيان ١/١١٠، تاريخ بغداد ٧/٢٣٤، حسن المحاضرة ١/١٩٩) .
[٢] الرواية في تهذيب ابن عساكر ٤/١٥٢.

<<  <   >  >>