للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عليه الصلاة والسلام ((طيرة شرك، طيرة شرك)) (١) .

وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)) ، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: ((أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)) (٢) .......إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في النهي عن الطيرة.

وتخصيص الشؤم بزمان دون زمان؛ كشهر صفر وغيره صحيح، لأن الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه.

فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى، واقتراف الذنوب، فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط على عبده، شقي في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة.

فالعاصي مشؤم على نفسه، وعلى غيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس، خصوصاً من لم ينكر عليه عمله، فالبُعد عنه متعين (٣) .

أما قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: المرأة، والدار، والدابة)) (٤) .

فقد اختلف العلماء فيه:

فروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها أنكرت هذا الحديث أن يكون من


(١) - رواه الإمام أحمد في مسنده (١/٤٤٠) . ورواه أبو داود في سننه (٤/٢٣٠) كتاب الطب، حديث رقم (٣٩١٠) . ورواه الترمذي في سننه (٣/٨٤، ٨٥) أبواب السير، حديث رقم (١٦٦٣) ، وقال: حديث حسن صحيح. ورواه ابن ماجه في سننه (٢/١١٧٠) كتاب الطب، حديث رقم (٣٥٣٨) . ورواه الحاكم في المستدرك (١/١٧، ١٨) كتاب الإيمان، وقال: حديث صحيح سنده، ثقات رواته ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
(٢) - رواه الإمام أحمد في مسنده (٢/٢٢٠) ، ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
قلت: (ولكن الذي روي عن ابن لهيعة في رواية ابن السني هو عبد الله بن وهب بن مسلم المصري، قال ابن حبان في معرض كلامه عن ابن لهيعة: وكان أصحابنا يقولون: سماع من يمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة - عبد الله بن وهب، وابن مبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - فسماعهم صحيح) ا. هـ.
يراجع: ميزان الاعتدال (٢/٤٨٢) ، فيكون إسناد رواية ابن السني صحيح.
(٣) - يراجع: لطائف المعارف ص (٧٤-٧٧) .
(٤) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (١٠/٢١٢) كتاب الطب، حديث رقم (٥٧٥٣) . ورواه مسلم في صحيحه (٤/ ١٧٤٦، ١٧٤٧) كتاب السلام، حديث رقم (٢٢٢٥) .

<<  <   >  >>