للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التشاؤم والطيرة، واعتقاد النفع أو الضر في غير الله، ونحو ذلك كله من الشرك الذي هو من أشد الظلم، قال تعالى: {........ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (١) .

والتشاؤم مما ينافي تحقيق التوحيد، وتحقيق التوحيد منه ما يكون واجباً، ومنه ما يكون مندوباً.

فالواجب: تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فالشرك ينافيه بالكلية، والبدع تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه.

فلا يكون العبد محققاً التوحيد حتى يسلم من الشرك بنوعيه ويسلم من البدع والمعاصي (٢) .

والمندوب: تحقيق المقربين (٣) ، وهو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً، ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة، وتعظيماً وعبادةً، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرَّم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله (٤) .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد - باب من حقق التوحيد


(١) -سورة لقمان: الآية١٣.
(٢) - تراجع: حاشية الشيخ ابن قاسم على كتاب التوحيد ص (٣٧) .
(٣) - الذين قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [سورة الواقعة: ١٠ - ١٢] .
(٤) - يراجع: تيسير العزيز الحميد ص (٧٦) .

<<  <   >  >>