للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخل الجنة بغير حساب (١) ، وذكر فيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، النبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل! هؤلاء أمتي؟ قال: لا ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير قال: هؤلاء أمتك قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولِم؟ قال: كانوا لا يكتوون (٢) ، ولا يسترقون (٣) ، ولا يتطيِّرون (٤) ، وعلى ربهم يتوكلون........)) الحديث (٥) .

فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، الذين لا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، والتوكل على الله هو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال.

فخلاصة الكلام أن التشاؤم بصفر وغيره من الأزمنة ونحو ذلك، من البدع الشركية، التي يجب تركها والابتعاد عنها، لما ورد في ذلك من الترغيب والترهيب. والله أعلم.


(١) - يراجع: كتاب التوحيد بحاشية ابن قاسم ص (٣٧) .
(٢) - أي: لا يسألون غيرهم أن يكويهم بالنار، استسلاماً للقضاء، وتلذذاً بالبلاء مع أن الكي في نفسه جائز. يراجع: حاشية الشيخ ابن قاسم على كتاب التوحيد ص (٤٥، ٨٦) .
(٣) - أي لا يطلبون من يرقيهم استسلاماً للقضاء، وتلذذاً بالبلاء. والرقية: قراءة القرآن على المريض ونحوه. يراجع: حاشية الشيخ ابن قاسم على كتاب التوحيد ص (٤٥، ٨٦) .
(٤) - سبق الكلام عن التطير.
(٥) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (١١/٤٠٥، ٤٠٦) كتاب الرقاق، حديث رقم (٦٥٤١) ، واللفظ له. ورواه مسلم في صحيحه مطولاً (١/ ١٩٩، ٢٠٠) كتاب الإيمان، حديث رقم (٢٢٠) .

<<  <   >  >>