للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بخطوات، فيجتمعون تحت المنظرة دون الساعة الزمانية بسمت وتشوف لانتظار الخليفة، فتفتح إحدى الطاقات (١) ، فيظهر منها وجهه-الخليفة-وما عليه من المنديل وعلى رأسه عدة من الأستاذين (٢) المحنكين، وغيرهم من الخواص، ويفتح بعض الأستاذين طاقة ويخرج منها رأسه ويده اليمنى في كمه ويشير به قائلاً: أمير المؤمنين يرد عليكم السلام. فيسلم بقاضي القضاة أولاً بنعوته، وبصاحب الباب بعده كذلك، وبالجماعة الباقية جملة جملة من غير تعيين أحد، فيستفتح قراء الحضرة بالقراءة، ويكونون قياماً في الصدر، وجوههم للحاضرين، وظهورهم إلى حائط المنظرة، فيقدم خطيب الجامع الأنور (٣)

المعروف بجامع الحاكم، فيخطب كما يخطب فوق المنبر، إلى أن يصل إلى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: وإن هذا يوم مولده إلى ما من الله به على ملَّة الإسلام من رسالته، ثم يختم كلامه بالدعاء للخليفة، ثم يؤخر، ويقدم خطيب الجامع الأزهر، فيخطب كذلك، ثم خطيب الجامع الأقمر (٤) فيخطب كذلك، والقراء في خلال خطابة الخطباء، يقرأون!!! .

فإذا انتهت خطابة، أخرج الأستاذ رأسه ويده في كمه من طاقته، وردّ على الجماعة السلام، ثم تغلق الطاقتان فتنفض الناس، ويجري أمر الموالد الخمسة الباقية على هذا النظام، إلى حين فراغها على عدتها من غير زيادة ولا نقص)) (٥) ا. هـ.


(١) - الطاقات: جمع طاق، وهو ما عطف من الأبنية، هو الذي يعقد بالآجر. يراجع: لسان العرب (١٠/٢٣٢، ٢٣٣) .
(٢) - هم الخدم والطواشية، ومنهم أرباب الوظائف المختصون بشئون الخليفة واحتياجاته، وأعظمهم مكانه الأستاذون المحنكون الذين يديرون عمائمهم على أحناكهم، وهم أقرب الخدام إلى الخليفة، ومنهم من يحمل رسائل الخليفة إلى الوزير، ومن يشرف على إعداد مجلسه....... الخ. يراجع: صبح الأعشى (٣/٤٧٧) .
(٣) - ويقع خارج باب الفتوح - أحد أبواب القاهرة -، وأول من أسسه العزيز بالله، وخطب فيه وصلى بالناس الجمعة، ثم أكمله ابنه الحاكم بأمر الله، وكان تأسيسه سنة٣٨٠هـ، وانتهى بناؤه على يد الحاكم سنة ٤٠٣هـ.
يراجع: الخطط المقريزي (٢/٢٧٧) .
(٤) - بناه الآمر سنة ٥١٩هـ بواسطة وزيره المأمون بن البطائحي، وكان مكانه دكاكين علافين، وأول جمعة أقيمت فيه سنة ٧٩٩هـ بعد أن جدده الأمير أريلبغا أحد المماليك الظاهرية. يراجع: الخطط المقريزي (٢/٢٩٠) .
(٥) - يراجع: الخطط المقريزي (١/٤٣٣) .

<<  <   >  >>